سورة الفرقان - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفرقان)


        


{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)}
{قَالُواْ وَمَا الرحمن} لما ذكر الرحمن في القرآن أنكرته قريش، وقالوا: لا نعرف الرحمن، وكان مسيلمة الكذاب قد تسمى بالرحمن، فقالوا على وجه المغالطة: إنما الحرمن الرجل الذي باليمامة {أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا} تقديره لما تأمرنا أن نسجد له {وَزَادَهُمْ نُفُوراً} الضمير المعفول في زادهم يعود على المقول وهو {اسجدوا للرحمن} {بُرُوجاً} يعني المنازل الأثني عشر، وقيل الكواكب العظام {سِرَاجاً} يعني الشمس، وقرئ بضم السين والراء على الجمع يعني جميع الأنوار ثم القمر بالذكر تشريفاً {جَعَلَ اليل والنهار خِلْفَةً} أي يخلف هذا هذا، وقيل: هو من الاختلاف، لأن هذا أبيض وهذا أسود، والخلفة اسم الهيئة: كالركبة والجِلسة، والأصل جعلهما ذوي خلفة {لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ} قيل: معناه يعتبر في المصنوعات، وقيل: معناه يتذكر لما فاته من الصلوات وغيرها في الليل، فيستدركه في النهار أو فاته بالنهار فيستذكره بالليل، وهو قول عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهما.


{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)}
{وَعِبَادُ الرحمن} أي عباده المرضيون عنده، فالعبودية هنا للتشريف والكرامة {وَعِبَادُ} مبتدأ وخبره {الذين يَمْشُونَ}، أو قوله في آخر السورة: {أولئك يُجْزَوْنَ الغرفة} [الفرقان: 75] {الذين يَمْشُونَ على الأرض هَوْناً} أي رفقاً وليناً بحلم ووقار، ويحتمل أن يكون ذلك وصف مشيهم على الأرض أو وصف أخلاقهم في جميع أحوالهم، وعبر بالمشي على الأرض عن جميع تصرفهم مدة حياتهم {قَالُواْ سَلاَماً} أي: قالوا قولاً سديداً ليدفع الجاهل برفق، وقيل: معناه قلوا للجاهل: سلاماً أي هذا اللفظ بعينه بمعنى: سلمنا منكم قال بعضهم هذه الآية منسوخة بالسيف، وإنما يصح النسخ في حق الكفار، أما الإغضاء عن السهفاء والحلم عنهم فمستحسن غير منسوخ.


{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)}
{إِنَّ عَذَابَهَا} وما بعده يحتمل أن يكون من كلامهم أو من كلام الله عز وجل {كَانَ غَرَاماً} أي هلاكاً وخسراناً، وقيل ملازماً.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14